31/10/2010 - 11:02

ملاحظات غير "هادفة" عن المونديال../ مجد كيال

-

ملاحظات غير
دون أن ننتبه تُصبح كلمة „بوبوزيلا” كلمة السر لأفرَقة شكل العالم خلال شهر المونديال. الجميع الآن يتذمر ويشكو من صوت الـ”بوبوزيلا”، لأنها من الممكن أن تؤدي للطَرَش، وهذا لأنَّ اللاعبين لا يسمعون المدرب، وذاك لأنَّ الفرق لا يمكنها التركيز والراحة في فترة المونديال.

عفوًا، ولكن المطالبة بمنع استخدام البوبوزيلا إنما هو مثال واضح وصارخ لشيء واحد: عنجهية السيّد الأوروبي.

„البوبوزيلا” آلة موسيقية من التراث الأفريقي، عمرها مئات إن لم نقل آلاف السنوات، والنفخ فيها من مظاهر الفرح الأفريقية، وغالبًا ما تستعمل في ألعاب كرة القدم في أفريقيا بشكل اعتيادي.

اذًا، ما الذي يريده نُبلاء أوروبا من البلد المُضيف؟ أن يمتنع عن تراثه؟ أن ينشد أناشيد „كرة القدم والجعة” الإنجليزية؟ لقد قررت „فيفا” أن تنظم المونديال في جنوب أفريقيا، وعليها أن تقبل بأجواء هذا الشعب، تاريخه، نمط حياته، عاداته وكل شيءٍ فيه دون محاولات تغييره وتحويله إلى أوروبا أخرى..آن لـ”نبلاء” أوروبا أن يكفوا عن التعالي والعنجهية تجاه شعوب العالم الثالث... آن لهم أن يكفوا عن محاولات تحويل العالم إلى نسخة عنهم. آن لأوروبا أن تستوعب أن للشعوب الحق بالحياة... الحياة التي تختارها الشعوب لنفسها.

هل يُخرج صوت البوبوزيلا لاعبي المنتخب الانجليزي من تركيزهم؟ وماذا لو كان الصمت القاتل يخرج لاعبي غانا عن حيويتهم؟ هل ينزعج المشجعون الهولنديون من صوت الـ”بوبوزيلا” المدوي؟ وماذا لو كان صمت ضواحي بافاريا يزعج المشجع الجنوب افريقي؟ ألن تزعجهم أصوات الزغاريد؟ ما الذي يزعج أكثر، صوت البوبوزيلا أم صوت عشرات آلاف المُشجعين السكارى يشتمون حكم المباراة منشدين؟

إنه مرض الهيمنة.. إنه مرض الذين يمنعون لبس الحجاب... كما أنه مرض الذين يمنعون لبس الـ”شورت”. المرض هو ذاته، ولنغض النظر عن الغالب والمغلوب. لقد آن لأوروبا ان تكف عن شوفينية الغزاة. إنها نفسية المُستَعمِر أيها المشجعين الأشاوس.
تُذكَرني، كأنه النسيان ممكن، بذاك الشعور المقرف، ذاك الوجع العالق تحت القفص الصدري، تلك الغصّة، تلك الدمعة المحبوسة. في كل مرة تقف الفرق لإنشاد نشيدها الوطني في المونديال. إنها الغيرة. ذاك الشعور المقرف، ذاك الوجع العالق تحت القفص الصدري. تلك الغصّة، تلك الدمعة المتفجرة. ثم ينتهي نشيدهم الوطني، يصفق الجميع (ونحن). يركض كل لاعب إلى موقعه. ونركض نحن كلٌ منا إلى تبريراته المبدعة لتشجيع أناسٍ لا يشجعونا.بعد الأسبوع الأولى من المونديال، وأداء ساحل العاج، غانا، الكاميرون، جنوب أفريقيا ونيجيريا.. نردد القول الفصل: „الأفريقي فريقي.”المشترك بين منتخب غانا وتاريخ أمتنا المجيد... أسود بثيابٍ بيضاء.من مشجعي البرازيل إلى مشجعي إيطاليا الذين يتفاخرون بإهداء المنتخب الإيطالي كأس العالم لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ 20 عامًا:

مونديال 2010- منظمة التحرير ليست بأحسن حالها والبرازيل توقع معاهدة نووية مع إيران.
الكولور” أي زي الفريق الخاص ولونه، أتى بالأساس لتمكين الناس (واللاعبين) من تمييز الخصم... أي „مين معنا ومين علينا”... ولكن.. عن جد.. من بحاجة لـ”كولور” في مباراة الكاميرون واليابان؟ إنسوا التمييز العنصري. إنما العتب على النظر. هؤلاء يمكن تمييزهم حتى لو لبسوا „كلسون أبو جيبه”.

„الكولور” نحتاجه في مباريات يصعب التمييز بين اللاعبين فيها، مباريات مثل: غانا\جنوب افريقيا... كوريا الشمالية\اليابان... بريطانيا\أمريكا... ألمانيا\النمسا... أو.. فرنسا\الجزائر.
أم المجد بعثت لي ولزملائي من „يا طلابنا العرب الأعزاء” في مساكن الطلبة في القدس حملة حملة إغاثة تشمل: ورق دوالي، ملوخية، كوسا، جاج، بيريه، وكعكة (كم مرة لازم نقول: بيرة وكعك بمشيش).
بالتالي: مونديال جنوب أفريقيا 2010 تحت رعاية: أم المجد.

التعليقات